بعد أن خرجنا من كأس العالم في دورها الأول بأداء مشرف، لكن بنتائج ميدانية تبقى ضعيفة، خاصة على مستوى الهجوم الذي كان كارثة..
المنتخب الوطني
فالواجب من الآن أن يتم التفكير في المستقبل، ومستقبل الفريق الوطني الحالي سيبدأ دون شك بمصير الطاقم الفني، وهو ما بدأ رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم العمل من أجله ومنذ أول أمس الأربعاء.
سعدان أكد الإستقالة الشفوية لكل الأعضاء
وبعد العودة إلى الفندق أول أمس، كان للمدرب الوطني الحالي سعدان أحاديث جانبية مع كل أعضاء طاقم الوفد الجزائري أكد فيها أنه سيستقيل من منصبه الحالي ولن يكمل المشوار، وهذا هو القرار الذي كان قد ألمح إليه على هامش الندوة الصحفية التي كانت بعد لقاء الجزائر أمام الولايات المتحدة الأمريكية، مثلما كنا قد ذكرناه في عدد “الهدّاف“ ليوم أمس الخميس من خلال قول سعدان أن لديه قرار سيُعلم به رئيس الاتحادية بصفة مباشرة.
سيُقدم إستقالته لـ روراوة بعد العودة إلى الجزائر
وقد علمنا من مصدر مقرّب في الفريق الوطني أن سعدان، الذي سيكون في الجزائر صبيحة اليوم الجمعة، سينتظر عودة رئيس “الفاف“ روراوة إلى الجزائر بعد أسبوعين من الآن (روراوة سيعود في 12 جويلية أي بعد نهاية المونديال) ليلتقيه في اجتماع رسمي ويعلمه بالاستقالة الرسمية له من الطاقم الفني للفريق الوطني.
مصافحته للاعبين في النهاية كانت للوداع
وكان المدرب سعدان في نهاية لقاء الجزائر أمام الولايات المتحدة الأمريكية صافح كل اللاعبين فوق أرضية الميدان وهو الأمر الذي يحدث للمرة الأولى مع سعدان، ويؤكد أن تلك المصافحة كانت للوداع، بعد ما يقارب 3 سنوات من تجربته الجديدة مع “الخضر“ والتي بدأت في أكتوبر 2007.
عقد سعدان مع “الفاف” ينتهي بنهاية المونديال
ولن يكون ما سيقدمه سعدان لروراوة هو استقالة بالمعنى الصحيح للكلمة، ولكن سيعلمه بعدم تجديد العقد لأن عقد سعدان الحالي مع “الفاف“ ينتهي بنهاية كأس العالم 2010 (العقد الثاني لسعدان مع “الفاف“ تم تجديده في أكتوبر 2008 بعد لقاء ليبيريا)، ولكن سعدان قرّر أن يعلم روراوة بأنه ذاهب.
أغلب الظن أنه سيكون في الإمارات
ومن خلال المعطيات التي سبقت حتى المونديال، فإن المدرب الوطني الحالي سيتوجّه بنسبة كبيرة إلى الإمارات العربية المتحدة من أجل التدريب هناك، وهو الأمر الذي كان قد فصل فيه خلال زيارته إلى دبي في شهر أفريل الأخير (على هامش تكريمه أحسن مدرب من قبل برنامج صدى الملاعب).
روراوة على علم بذهاب سعدان وباشر البحث
وحتى إن كان سعدان سينتظر عودة روراوة إلى الجزائر من أجل إعلامه بالإستقالة الرسمية، فإن رئيس الاتحادية الجزائرية وحتى قبل الإقصاء على علم مسبق بأن سعدان لن يواصل مهامه بعد المونديال وهو ما جعل روراوة يبحث مسبقا عن الطاقم الفني الجديد.
... ويُريد مسح الطاقم الفني بالكامل لعدم الكفاءة
ويريد رئيس “الفاف” ليس البحث عن مدرب وطني جديد فقط، ولكن عن طاقم فني جديد بالكامل بعد ما اقتنع الكل في الجزائر، بمن فيهم رئيس “الفاف“ نفسه، أن سعدان هو الحلقة الوحيدة التي كان فيها نوع من الصلاحية في الطاقم الفني السابق، لأن بقية من هم في الطاقم الفني لم يقدموا أي شيء لـ”الخضر“ طيلة الفترة السابقة لأنه لا مستوى لهم في الجانب التدريبي.
يُريد طاقما “صحيح” وليس مساعدي تقرير الجرائد وإيقاظ اللاعبين
وينوي رئيس “الفاف“ هذه المرة أن يكون الطاقم الفني الجديد متكاملا، ويتكوّن من مدربين مساعدين ومدربين قادرين على تحمّل مسؤولية التدريب الحقيقية، وليس مساعدين من أجل قراءة الجرائد عبر الأنترنيت وتقديم التقرير لسعدان ضد الصحفيين، أو مهمة إيقاظ اللاعبين صباحا وهي المهمة التي بالإمكان أن يقوم بها حتى مسؤول العتاد، أو مهمة الرقص في الحفلات كما حصل في “اليوتوب“ المسرّب من حفل “بيما”.
بن شيخة، كاوة، بلماضي وقريشي أسماء مؤكدة في الطاقم الجديد
ومن أولى الأسماء التي علمنا أن روراوة يريدها في الطاقم الفني القادم تتعلق بكل من المدرب الحالي للفريق الوطني للمحليين عبد الحق بن شيخة ومدرب الحراس للفريق نفسه عبد النور كاوة، واللاعب الجزائري السابق في الثمانينيات نور الدين قريشي وكذا لاعب العشرية السابقة جمال بلماضي.
بن شيخة سيكون المدرب والرقم 2 في الطاقم الفني
وعلمنا أن ثقة رئيس الاتحادية الجزائرية قوية في المدرب الحالي لمنتخبي المحليين والآمال عبد الحق بن شيخة، والذي سيكون المدرب والرقم الثاني في الطاقم الفني القادم للفريق الوطني بعد المدير الفني، وهذا من منطق ما أثبته المعني في السنوات الأخيرة من كفاءة سواء مع النادي الإفريقي التونسي أو مع الفريق الوطني للمحليين.
“الفاف“ أصدرت بيان إرتباطه لهذا السبب
وكانت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم قد أصدرت قبل 20 يوما من الآن بيانا توضيحيا بخصوص وضعية عبد الحق بن شيخة وارتباطه بعقد مع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم إلى غاية سنة 2011، وهو البيان الذي كان قد جاء بعد الأخبار التي راجت حول إحتمال عودة المعني من جديد إلى تدريب النادي الإفريقي. وبالتأكيد أن رغبة رئيس “الفاف“ في تواجد بن شيخة ضمن الطاقم الفني القادم لـ”الخضر“ هي التي دفعت “الفاف“ إلى إصدار البيان التوضيحي.
كاوة سيكون مدربا للحراس
ولن يكون بن شيخة هو المدرب الوحيد الذي سيلتحق بالطاقم الفني لـ”الخضر“، بل سيمتد الأمر إلى مدرب حراس المرمى عبد النور كاوة الذي سيكون هو المدرب القادم لحراس مرمى الفريق الوطني الأول، خاصة أن له من التجربة ما يسمح له بالنجاح أفضل في مهمته بحكم ما خاضه من تجربة مع أحد أكبر أندية آسيا (الإتحاد السعودي).
قريشي سيكون مكلّفا بمتابعة المغتربين
العضو الآخر الذي سيكون في الطاقم الفني هو اللاعب الدولي للثمانينيات نور الدين قريشي، والذي سيكون مكلّفا بالمتابعة الدائمة للاعبين المغتربين سواء الحاليين أو الذين سيتم تدعيم المنتخب بهم في المستقبل القريب، وهذا من خلال إعداد التقارير اللازمة عن مشاركات كل لاعب مع ناديه وتقديمها للطاقم الفني للفريق الوطني.
روراوة اتفق معه مسبقا
وإذا كانت الأسماء السابقة (بن شيخة وكاوة) في مفكرة روراوة وسيتحدث مع كل واحد منهما بعد العودة إلى الجزائر، فإن رئيس “الفاف” تحدث مع قريشي واتفق معه بصفة نهائية حول المهمة التي ستسند إليه في الطاقم الفني من خلال المعاينة والتقارير الفنية.
بلماضي سيكون مناجيرا عاما
من جهة أخرى، ينوي رئيس الاتحادية خلق منصب جديد يكون الواسطة بين “الفاف“ (الإدارة) والطاقم الفني واللاعبين وهو منصب المناجير العام الذي ستكون مهامه مزيجا بين الإدارية والفنية، وهو المنصب الذي سيتولاه اللاعب السابق للفريق الوطني في سنوات التسعينيات جمال بلماضي.
المشكل في المدرب الرئيسي
ويبقى القرار الوحيد الذي لم يرسمه رئيس “الفاف“ هو هوية المدرب الرئيسي للفريق الوطني أو ما يسمى بالمدير الفني، لأن عدة خيارات موجودة في الوقت الحالي خاصة أن هذا المنصب حساس جدا وهو الذي سيكون وراء تحمّل كل الثقل والمسؤولية الأكبر.
تعليمة ڤيدوم دائما وراء عدم جلب مدرب أجنبي كفء
وبخصوص المدير الفني القادم للفريق الوطني، فإن نية رئيس “الفاف“ تتجه نحو جلب مدرب محلي لأنه لا يمكن في الوقت الحالي أن يتم جلب مدرب أجنبي كفء بسبب التعليمة الوزارية التي كان قد أصدرها الوزير الأسبق يحيى ڤيدوم بمنع “الفاف“ من أن تقدم أكثر من 10 آلاف أورو أجرة شهرية لأي مدرب أجنبي، وهو ما يحول دون جلب مدرب كفء طالما أن “فيليب عمر تروسيي” مثلا يتلقى راتبا شهريا أكثر 10 مرات على الأقل من هذا الحد، وهو ما يبقي خيار المدرب المحلي هو الحل لعدم وجود أي تعليمة تحدد الأجرة الشهرية للمدرب الوطني بالدينار (التعليمة تخص فقط المدرب الأجنبي).
روراوة يُريد خالف مديرا فنيا
ويريد روراوة أن يكون المدير الفني الجديد هو محي الدين خالف الذي قاد الفريق الوطني في إسبانيا 1982، بعد أن كان قد أشرف على “الخضر“ لآخر مرة في كأس أمم إفريقيا 1984 بـ”كوت ديفوار“، كما درّب في الجزائر لآخر مرة شبيبة القبائل 2002-2003 لفترة إنتقالية، قبل أن يتحوّل إلى التحليل الرياضي في شبكة راديو وتلفزيون العرب إلى غاية نهاية 2009. وإذا تأكدت عودته ووافق عليها المعني، فإن الطاقم الفني الجديد للفريق الوطني سيتكوّن من خالف، بن شيخة، كاوة، قريشي وبلماضي.
أطراف عليا تُريد ماجر
ولكن رغبة رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم تصطدم برغبة أطراف عليا في البلاد في أن يكون المدرب الرئيسي والمدير الفني الجديد للفريق الوطني هو رابح ماجر، وهي الرغبة التي كان رشيد مخلوفي قد أبداها مباشرة في حصة VIP للجزيرة الرياضية، بأن منتخب جبهة التحرير والدولة الجزائرية تريد ماجر مدربا أولا مستقبليا للفريق الوطني الجزائري.
روراوة سيفصل بين خالف وماجر قبل منتصف جويلية
ولأن الوقت لن يكون في صالح “الفاف“ من أجل الفصل في الطاقم الفني الجديد، خاصة أن الفريق الوطني سيكون على موعد مع أول تربص له في الأسبوع الثاني من شهر أوت قبل اللقاء الودي أمام الغابون في 11 أوت، والتحضير للمواجهة الأولى من التصفيات أمام تنزانيا في 5 سبتمبر 2010، فإن روراوة سيفصل في هوية الرقم واحد في الطاقم الفني الجديد للفريق الوطني في منتصف شهر جويلية، وكذا ترسيم الأمور مع بقية الأعضاء الذين يريدهم في الطاقم الفني الجديد. وسيكون ترسيم الأمور قبل نهاية الأسبوع الثالث على أكثر تقدير مع الطاقم الفني الجديد من أجل السماح للمدرب القادم بضبط قائمة الأسماء المدعوة لأول تربص من جهة، وكذا وضع البرنامج التحضيري على الأقل إلى غاية نهاية سنة 2009 لأن كل هذه الأمور ستكون من صلاحية المدرب والطاقم الفني الجديد، والذي يريده روراوة أن يكون طاقما متكاملا وكفءا وليس مثل الطاقم الحالي (السابق) الذي كان مركبا على شخص سعدان وحده.