بعد أن طلبنا من قاهر الألمان في مونديال 1982 لخضر بلّومي تقييم مردود كلّ لاعب من لاعبي التشكيلة الوطنية أمام المنتخب الأمريكي، فضّلنا فيما بعد أن نجري معه
بلّومي
حوارا بشأن المردود بوجه عام، خيارات المدرّب سعدان وخروج الجزائر من المونديال في الدّور الأول وعدّة قضايا أخرى.
المنتخب الجزائري يقصى من الدّور الأوّل في المونديال، ما تعليقك؟
بصفة عامة لعبنا مباراة محترمة، خاصّة أثناء الشّوط الأوّل الذي كان بإمكاننا الوصول فيه إلى مرمى المنافس، غير أنّ نقص الفعالية حال دون ذلك. هذه المرّة وعلى خلاف المبارتين الماضيتين خلقنا بعض الفرص، لكن للأسف لا نملك قنّاصا للأهداف يضع الكرة في الشّباك.
المشكل كان مرّة أخرى على مستوى الخطّ الأمامي، أليس كذلك؟
نعم، اتّضح مرّة أخرى أنّ المشكل عويص في الخطّ الأمامي وهو ليس وليد اليوم، بل لاحظناه منذ دورة كأس إفريقيا الأخيرة، حيث لم نسجّل يومها إلاّ هدفا واحدا في الدّور الأوّل من حسن الحظّ أنّنا تأهّلنا بفضله إلى ربع النّهائي. تصّور أنّه منذ شهر جانفي لم نجد حلاّ لمشكل الخطّ الأمامي.
ماذا كان يجب برأيك للقضاء على مشكل غياب الفعّالية؟
اليوم خلقنا فرصا للتّهديف، لأن الكلّ كان يتحدّث على ضرورة الانتفاضة والمجازفة أمام الأمريكان، كان ينبغي إيجاد حلول هجومية من قبل، ليس انتظار حتى “تتزيّر علينا” ونلعب الهجوم.. لماذا لم نفعل ذلك في المباريات الماضية ؟؟..
لكن سعدان جرّب كلّ الحلول الهجومية دون فائدة؟
أيّ حلول ؟؟ كلّ ما كان يفعله كان بمثابة “بريكولاج” لا أكثر ولا أقل.. كان ينبغي إقناع المهاجم زياية الذي له حسّ تهديفي كبير بحمل الألوان الوطنية. كان ينبغي على روراوة والمسؤولين بصفة عامة على الكرة الجزائرية أن يجلسوا على طاولة واحدة مع زياية والحديث معه بكل صراحة، لا أن “نسمح فيه”، خصوصا وأنّنا بحاجة إلى حسّه التهديفي. تواجد زياية كان سيأتي بالإضافة، في ظلّ عجز مهاجمينا عن التسجيل، حيث – كما تعلم- كثيرا ما سجّل حليش، عنتر وبوڤرة وكذا بلحاج.
تغييرات سعدان في الشوط الثاني، ماذا تقول عنها؟
التغييرات لم تأت بأيّ إضافة، بل بالعكس من ذلك فقد انخفض مردودنا في آخر 25 دقيقة من المباراة. على العكس من ذلك فقد أتت تغييرات المنتخب الأمريكي بالإضافة على مستوى الخطّ الأمامي، حيث أصبحوا أكثر خطورة، قبل أن يتمكنوا من تسجيل هدف الفوز.
بودبوز الذي الكثير يريده أساسيا اكتفى بتسخين كرسي الاحتياط، ما قولك؟
بودبّوز برز في أوّل ظهور له أمام منتخب الإمارات وديا وأكّد ذلك في مباراة انجلترا. صراحة كنت أنتظر أن يدخل أساسيا بالنّظر إلى إمكاناته الكبيرة، مكانه الطبيعي كان فوق أرضية الميدان ولو بديلا وليس في كرسي الاحتياط. دخوله كان سيعطي انتعاشا أكبر للخط الأمامي.
في الأخير، كيف ترى مستقبل الكرة الجزائرية بعد هذا الإقصاء؟
صراحة يجب أن نعترف أنّنا مازلنا “بعاد” على المستوى العالي، لكن هذا لا يعني أنّنا “ماناش ملاح” بل ينبغي العمل أكثر في المستقبل للذّهاب إلى أبعد حدّ، خاصّة وأنّ المادة الخام موجودة